تلبية لنداء الواجب الإنساني، مؤسسة الصفدي تعدّل برامجها للتدريب المهني وتوفر الإغاثة الفورية للنازحين من خلال تنمية المهارات بمجالات عدّة

تلبية لنداء الواجب الإنساني، مؤسسة الصفدي تعدّل برامجها للتدريب المهني وتوفر الإغاثة الفورية للنازحين من خلال تنمية المهارات بمجالات عدّة

٢٣ ك١َ ٢٠٢٤

منذ انطلاقة الشرارة الأولى للحرب على لبنان والتي دفعت بأكثر من مليون وثلاثمئة ألف مواطن إلى النزوح من أماكن سكنهم نحو مختلف مراكز الإيواء الموزعين على عدد من المناطق الأمنة ومن أبرزها طرابلس، استجابت مؤسسة الصفدي مباشرة للأزمة وعدّلت برامجها للتدريب المهني لتوفير إغاثة فورية من جهة وتنمية المهارات لمجتمعات الشمال عموما وعكار خصوصا من جهة ثانية. كما هدفت من خلال هذه الدورات التدريبية المتنوعة المجالات إلى مساعدة المتدربين الدخول إلى سوق العمل متسلحين بالخبرات النظرية والمهنية المكتسبة.

فبدعمٍ من منظّمة العمل الدّوليّة، درّبت مؤسسة الصفدي مجموعة من المشاركين في برامج تحضير الطعام وتحديداً الوجبات الساخنة بمراحلها كافة لتصبح بالتالي جاهزة لتوزيعها على النازحين. فكانوا يزّودون ما يقارب ال 660 عائلة ب1،200 وجبة يومية. وفي هذا المجال، لفتت المتدرّبة حياة إلى أنّ على الرغم من تخصصّها في مجال الفندقية إلا أنّ الشيف الذي تولى تدريبهم علمّها أساليب جديدة في تحضير الطعام من مراحله الأولى أيّ تقطيع المكونات في شكل سريع وبكميات كبيرة معربة عن فرحتها لهذا التطور الذي لحظته في حياتها المهنية.

إضافة إلى الوجبات الساخنة، تلقى المتدربون دورات متعددة أيضاً منها تحويل الحليب إلى أجبان بأشكال مختلفة من جهة إضافة إلى تحضير الحلويات والمعجنات لتمكينهم من اكتساب مهارات إضافية تساهم في تملّكهم حرفة خاصة بهم كما قالت المتدربة النازحة من الجنوب آمنة هرموش التي لفتت إلى أنّ حبّها للطبخ دفعها للانضمام إلى هذه الدورة في تجربة هي الأولى لها لكنها ليست النهائية بل بالعكس رأت أنها ستكون البداية لمشوارها في هذا المجال بعدما اكتسبت كلّ المهارات المطلوبة.

ولتحضير الغذاء لا بدّ من مكونات أساسية ينطلقون منها، من هنا كانت الدورة المتخصصة في كيفية تصنيع المواد الغذائية سواء لجهة فحصها وحفظها في شكل سليم.  فخلال هذه المرحلة، اكتشف المتدرب باسل عبدالله أن أنواع فواكه عدّة ممكن أن تتحول إلى مربيات وذلك بعكس المعتقدات التي كانت سائدة لديه. وإذ أشاد بأهمية التجربة التي خاضها أكّد أنها ستخولّه أن ينشئ مشروعاً خاصاً به ولو في شكل بسيط في البداية تمهيدا لتطويره مع الزمن.

ولأن الماء والمشروبات الصحية مكون أساسي في أي ّ وجبة من الوجبات الغذائية، كان الاهتمام بها متساويا مع المجالات الأخرى. من هنا خضع أيضا بعض الشبان والشابات لدورة في كيفية تحضير المشروبات غير الكحولية بمراحلها كافة

بالإضافة إلى كلّ ذلك، تلّقى متدربو دورة المساعدة الصّحّيّة تدريبًا شاملًا طبّقوا خلاله مهاراتهم تحت إشرافٍ موجّهٍ من خلال مساعدة كبار السّن والأشخاص المُستضعفين في مراكز النّزوح، الذين يعانون من تحدّيات جسديّة ونفسيّة نتيجةً للظّروف المعيشيّة القاسية.

وكانت منسّقة التّدريب في هذا المشروع هلا فتال أكّدت أنّه من خلال تعديل برامج المؤسّسة التّدريبيّة المهنيّة، "لا يقوم فريق العمل بتعزيز فرص المشاركين لإيجاد فرص عمل فحسب، بل نقدّم أيضًا دعمًا ضروريًّا في الأزمات، حيث نلبّي احتياجات العائلات النّازحة الفوريّة بعناية واهتمام".